فصل: ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي وبيعة علي ورده إياه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


المجلد الثالث

 في البدريين طبقات البدريين من المهاجرين ‏.‏

 ذكر الطبقة الأولى وتسمية من أحصينا من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وغيرهم ومن كان بعدهم من أبنائهم وأتباعهم من أهل الفقه والعلم والرواية للحديث وما انتهى إلينا من أسمائهم وأنسابهم وكناهم وصفاتهم طبقة طبقة

أخبرنا محمد بن سعد قال وفيما أخبرنا به محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن محمد بن عبد الله عن عمه الزهري عن عروة وعن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة وعن محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وعن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه وعن عبد المجيد بن أبي عبس عن أبيه وعن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم وعن أفلح بن سعيد القرظي عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش وعن غير هؤلاء أيضا ممن لقي من رجال أهل المدينة وغيرهم من أهل العلم وفيما أخبرنا به الحسين بن بهرام عن أبي معشر نجيح المدني وفيما أخبرنا به رؤيم بن يزيد المقرئ عن هارون بن أبي عيسى عن محمد بن إسحاق وفيما أخبرنا به أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق وفيما أخبرنا به إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة وفيما أخبرنا به عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن زكريا بن زيد بن سعد الأشهلي وزكرياء بن يحيى بن أبي الزوائد السعدي وأبي عبيدة بن عبد الله بن محمد بن عمار بن ياسر وإبراهيم بن نوح بن محمد الظفري وعن غيره ممن لقي من أهل العلم والنسب بتسمية من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا والنقباء وعددهم وتسميتهم وغيرهم ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما أخبرنا به الفضل بن دكين أبو نعيم ومعن بن عيسى الأشجعي القزاز وهشام بن محمد بن السائب بن بشير الكلبي عن أبيه وغيرهم من أهل العلم والنسب فكل هؤلاء قد أخبرني في تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان بعدهم من التابعين من أهل الفقه والرواية للحديث بشيء فجمعت ذلك كله وبينت من أمكنني تسميته منهم في موضعه

 الطبقة الأولى من المهاجرين

من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ومن الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان ومن حلفائهم جميعا ومواليهم ومن ضرب له رسول الله صلى له عليه وسلم بسهمه وأجره شهدها من المهاجرين من بني هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر اجتماع قريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من بني إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم

 محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

الطيب المبارك سيد المسلمين وإمام المتقين رسول رب العالمين بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الولد القاسم وبه كان يكنى ولد له قبل أن يبعث صلى الله عليه وسلم وعبد الله وهو الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنه ولد في الإسلام وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة وأمهم كلهم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المقوقس صاحب الإسكندرية قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس قال كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده صلى الله عليه وسلم بمكة ثم مات عبد الله فقال العاص بن وائل لقد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله تبارك وتعالى إن شانئك هو الأبتر ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات وهو بن ثمانية عشر شهرا قالوا وبدأ وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر وتوفي صلوات الله عليه يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ودفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس وكان مقامه بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين وكان مقامه صلى الله عليه وسلم بمكة من قبل ذلك من حين تنبأ إلى أن هاجر ثلاث عشرة سنة وبعث وهو بن أربعين سنة وولد عام الفيل وتوفي صلوات الله عليه وهو بن ثلاث وستين سنة‏.‏

 حمزة بن عبد المطلب

أسد الله وأسد رسوله وعمه رضي الله تعالى عنه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وكان يكنى أبا عمارة وكان له من الولد يعلى وكان يكنى به حمزة أبا يعلى وعامر درج وأمهما بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن فائد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار من الأوس وعمارة بن حمزة وقد كان يكنى به أيضا وأمه خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمامة بنت حمزة وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية وأمامة التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة وأراد كل واحد منهم أن تكون عنده فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر من أجل أن خالتها أسماء بنت عميس كانت عنده وزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي وقال هل جزيت سلمة فهلك قبل أن يجمعها إليه وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد درجوا فلم يبق لحمزة بن عبد المطلب ولد ولا عقب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال نال أبو جهل وعدي بن الحمراء وابن الأصداء من النبي صلى الله عليه وسلم يوما وشتموه وآذوه فبلغ ذلك حمزة بن عبد المطلب فدخل المسجد مغضبا فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه وأسلم حمزة فعز به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وذلك بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أرقم في السنة السادسة من النبوة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال لما هاجر حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وقال عاصم بن عمر بن قتادة نزل على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وإليه أوصى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين حضر القتال قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شعيب بن عبادة عن يزيد بن رومان قال أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب بعثه سرية في ثلاثين راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر يعترض لعير قريش وهي منحدرة إلى مكة قد جاءت من الشآم وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب فانصرف ولم يكن بينهم قتال قال محمد بن عمر وهو الخبر المجمع عليه عندنا إن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفظتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن حمزة بن عبد المطلب كفن في ثوب قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن آبائه قالوا دفن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جحش في قبر واحد وحمزة خال عبد الله بن جحش قال قال محمد بن عمر ونزل في قبر حمزة أبو بكر وعمر وعلي والزبير ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على حفرته وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الملائكة تغسل حمزة لأنه كان جنبا ذلك اليوم وكان حمزة أول من صلى رسول الله عليه ذلك اليوم من الشهداء وكبر عليه أربعا ثم جمع إليه الشهداء فكلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاء في بني عبد الأشهل على قتلاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له فسمع ذلك سعد بن معاذ فرجع إلى نساء بني عبد الأشهل فساقهن إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكين على حمزة فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لهن وردهن فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت على ميتها قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال أخبرنا عبد الجبار بن ورد عن الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد كتبوا إليه إنا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء قال فكتب انبشوهم قال فرأيتهم يحمل على أعناق الرجال كأنهم قوم نيام وأصابت المسحاة طرف رجل حمزة بن عبد المطلب فانبعثت دما قال أخبرنا سفيان بن عيينة وإسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال علي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تتزوج ابنة عمك ابنة حمزة فإنها قال سفيان أجمل وقال إسماعيل أحسن فتاة في قريش فقال يا علي أما علمت أن حمزة أخي من الرضاعة وأن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب قال أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد قالا أخبرنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال قلت يا رسول الله مالي أراك تتوق في نساء قريش وتدعنا قال عندك شيء قال قلت نعم ابنة حمزة قال تلك ابنة أخي من الرضاعة قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن جابر بن يزيد عن بن عباس قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة حمزة فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة وإنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار أن حمزة بن عبد المطلب سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يريه جبريل في صورته قال إنك لا تستطيع أن تراه قال بلى قال فاقعد مكانك قال فنزل جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها إذا طافوا بالبيت فقال ارفع طرفك فانظر فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر فخر مغشيا عليه قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم إلى المشركين قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقره قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا عوف عن محمد قال بلغني أن هند بنت عتبة بن بن ربيعة جاءت في الأحزاب يوم أحد وكانت قد نذرت لئن قدرت على حمزة بن عبد المطلب لتأكلن من كبده قال فلما كان حيث أصيب حمزة ومثلوا بالقتلى وجاؤوا بحزة من كبد حمزة فأخذتها تمضغها لتأكلها فلم تستطع أن تبتلعها فلفظتها فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا ثم قال محمد وهذه شدائد على هند المسكينة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن بن مسعود قال قال أبو سفيان يوم أحد قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملإ مني ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ساءني ولا سرني قال ونظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطيع هند أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلت منها شيئا قالوا لا قال ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز قال حدثني الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من رأى مقتل حمزة فقال رجل أعزك الله أنا رأيت مقتله قال فانطلق فأرناه فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال يا رسول الله مثل به والله فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى فقال أنا شهيد على هؤلاء لفوهم في دمائهم فإنه ليس من جريح يجرح في الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا فاجعلوه في اللحد قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا صالح المري قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حيث استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به فقال رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم فعولا للخيرات ولو لا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى أما والله علي ذلك لأمثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر الآية فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن يزيد عن مقسم عن بن عباس قال لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع قال فلقيت عليا والزبير فقال علي للزبير أذكر لأمك قال الزبير لا بل اذكر أنت لعمتك قالت ما فعل حمزة قال فأرياها أنهما لا يدريان قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أخاف على عقلها قال فوضع يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال لو لا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع قال ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم قال فيضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبعا ثم يرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم حتى فرغ منهم قال أخبرنا روح بن عبادة وعثمان بن عمر وزيد بن الحباب عن أسامة بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمه حمزة يوم أحد وقد جدع ومثل به فقال لو لا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطون الطير والسباع قال فكفن في نمرة إذا خمر برأسه بدت رجلاه وإذا مدت على رجليه بدا رأسه قال وقلت الثياب وكثرت القتلى فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في ثوب واحد وكان يجمع الثلاثة والإثنين في قبر ثم يسأل أيهم أكثر قرآنا فيقدمه في اللحد قال أخبرنا وكيع وعبد الله بن نمير عن هاشم بن عروة عن أبيه أن حمزة بن عبد المطلب كفن في ثوب واحد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم قال قال خباب كفن حمزة في بردة إذا غطي رأسه خرجت رجلاه وإذا غطيت رجلاه خرج رأسه فغطي رأسه وجعل على رجليه إذخر قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن زيد عن أبي أسيد الساعدي قال أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة فجعلوا يجرون النمرة فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال ما يبكيكم قيل يا رسول الله لا نجد لعمك اليوم ثوبا واحدا يسعه فقال إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون فيها مطعما وملبسا ومركبا أو قال مراكب فيكتبون إلى أهلهم هلموا إلينا فإنكم بأرض جردة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كانت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة قال أخبرنا هشام بن عروة قال أقبلت صفية بنت عبد المطلب ومعها ثوبان تريد أن تكفن أخاها حمزة بن عبد المطلب فيهما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير بن العوام وهي أمه وهو ابنها عليك المرأة قال فاستقبلها ليردها قالت هكذا لا أرض لك ولا أم لك فانتهت إليه فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار صريع فكفن حمزة في أوسع الثوبين وكفن الأنصاري في الآخر قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أشعث قال سئل الحسن أيغسل الشهداء قال نعم قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة قال أخبرنا وكيع والفضل بن دكين عن شريك عن حصين عن أبي مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد عشرة عشرة يصلي على حمزة مع كل عشرة قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة فكبر عليه تسعا ثم جيء بأخرى فكبر عليها سبعا ثم جيء بأخرى فكبر عليها خمسا حتى فرغ من جميعهم غير أنه وتر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن بن مسعود قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام عن عطاء بن السائب عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة بن عبد المطلب ثم جيء برجل فوضع فصلى عليهما جميعا ثم رفع الرجل وجيء بآخر فما زال يفعل ذلك حتى صلى يومئذ على حمزة سبعين صلاة قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو الأحوص قال أخبرنا سعيد بن مسروق عن أبي الضحى قال في قول الله جل ثناؤه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون قال نزلت في قتلى أحد ونزل فيهم ويتخذ منكم شهداء قال قتل يومئذ سبعون من المسلمين أربعة من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار والشماس بن عثمان المخزومي وعبد الله بن جحش الأسدي وسائرهم من الأنصار قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم أنزلت هذه الآيات هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا إلى قوله إن الله يفعل ما يريد في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة قال أخبرنا عثمان بن عمر وعبيد الله بن موسى وروح بن عبادة قالوا أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن بن عمر قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن فقال لكن حمزة لا بواكي له قال فاجتمع نساء الأنصار عنده فبكين على حمزة ورقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ وهن يبكين فقال يا ويحهن إنهن هاهنا حتى الآن مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا زهير بن محمد وأخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعا عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على نساء بني عبد الأشهل لما فرغ من أحد فسمعهن يبكين على من استشهد منهم بأحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له فسمعها سعد بن معاذ فذهب إلى نساء بني عبد الأشهل فأمرهن أن يذهبن إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبكين على حمزة فذهبن فبكين فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن فقال من هؤلاء فقيل نساء الأنصار فخرج إليهن فقال ارجعن لا بكاء بعد اليوم وقال عبد الملك بن عمرو في حديثه عن زهير بن محمد وقال بارك الله عليكن وعلى أولادكن وعلى أولاد أولادكن وقال عبد الله بن مسلمة في حديثه عن عبد العزيز بن محمد رحمكن الله ورحم أولادكن وأولاد أولادكن قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا محمد بن عمرو قال أخبرنا محمد بن إبراهيم قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد وبنو عبد الأشهل نساؤهم يبكين على قتلاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له فبلغ ذلك سعد بن معاذ فساق نساءه حتى جاء بهن إلى باب المسجد يبكين على حمزة قالت عائشة فخرجنا إليهن نبكي معهن فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبكي ثم استيقظ فصلى صلاة العشاء الآخرة ثم نام ونحن نبكي ثم استيقظ فسمع الصوت فقال ألا أراهن ها هنا إلى الآن قولوا لهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن ثم أصبح فنهى عن البكاء كأشد ما نهى عن شيء قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال قال أخبرنا محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد فمر على بني عبد الأشهل ونساء الأنصار يبكين على هلكاهن يندبنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له قال فدخل رجال من الأنصار على نسائهم فقالوا حولن بكاءكن وندبكن على حمزة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فطال قيامه يستمع ثم انصرف فقام على المنبر من الغد فنهى عن النياحة كأشد ما نهى عن شيء قط وقال كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا حكيم بن سلمان قال سمعت محارب بن دثار يذكر قال لما قتل حمزة بن عبد المطلب جعل الناس يبكون على قتلاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له قال فسمعت ذلك الأنصار فأمروا نساؤهم فبكين عليه فجاءت امرأة واضعة يدها على رأسها ترن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت فعل الشيطان حين أهبط إلى الأرض وضع يده على رأسه يرن وإنه ليس منا من حلق ولا من خرق ولا من سلق قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر قال كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه‏.‏

علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه

واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسمه شيبة بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد ويكنى علي أبا الحسن وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان له من الولد الحسن والحسين وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى وأمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن علي الأكبر وهو بن الحنفية وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وعبيد الله بن علي قتله المختار بن أبي عبيد بالمذار وأبو بكر بن علي قتل مع الحسين ولا عقب لهما وأمهما ليلى بنت مسعود بن خالد بن ثابت بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم والعباس الأكبر بن علي وعثمان وجعفر الأكبر وعبد الله قتلوا مع الحسين بن علي ولا بقية لهم وأمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة بن الوحيد بن عامر بن كعب بن كلاب ومحمد الأصغر بن علي قتل مع الحسين وأمه أم ولد ويحيى وعون ابنا علي وأمهما أسماء بنت عميس الخثعمية عمر الأكبر بن علي ورقية بنت علي وأمهما الصهباء وهي أم حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وكانت سبية أصابها خالد بن الوليد حين أغار على بني تغلب بناحية عين التمر ومحمد الأوسط بن علي وأمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأم الحسن بنت علي ورملة الكبرى وأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن متعب بن مالك الثقفي وأم هانئ بنت علي وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة بنات علي وهن لأمهات أولاد شتى وابنة لعلي لم تسم لنا هلكت وهي جارية لم تبرز وأمها محياة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم من كلب وكانت تخرج إلى المسجد وهي جارية فيقال لها من أخوالك فتقول وه وه تعني كلبا فجميع ولد علي بن أبي طالب لصلبه أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة امرأة وكان النسل من ولده لخمسة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس بن الكلابية وعمر بن التغلبية قال محمد بن سعد لم يصح لنا من ولد علي رضي الله تعالى عنه غير هؤلاء‏.‏

 ذكر إسلام علي وصلاته

قال أخبرنا وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي قال عفان بن مسلم أول من صلى قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن نافع وإسحاق بن حازم عن أبي نجيح عن مجاهد قال أول من صلى علي وهو بن عشر سنين قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمرو بن عبد الله بن عتبة عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال أسلم علي وهو بن تسع سنين قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن علي بن أبي طالب حين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام كان بن تسع سنين قال الحسن بن زيد ويقال دون تسع سنين ولم يعبد الأوثان قط لصغره قال أخبرنا يزيد بن هارون وسليمان أبو داود الطيالسي قالا قال أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول أنا أول من صلى قال يزيد أو أسلم قال أخبرنا يحيى بن حماد البصري قال قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي قال محمد بن عمرو وأصحابنا مجمعون أن أول أهل القبلة الذي استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر أيهم أسلم أولا في أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة وما نجد إسلام علي صحيحا إلا وهو بن إحدى عشرة سنة قال أخبرنا بن عمر حدثني عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس ولذا كان يسمى الأمين فأقمت ثلاثا فكنت أظهر ما تغيبت يوما واحدا ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم علي للنصف من شهر ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين بعضهم فبعض وآخى بين المهاجرين والأنصار فلم تكن مؤاخاة إلا قبل بدر آخى بينهم على الحق والمؤاساة فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب علي ثم قال أنت أخي ترثني وأرثك فلما نزلت آية الميراث قطعت ذاك قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال محمد بن عمر وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون وسعد بن إبراهيم قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي بن أبي طالب وسهل بن حنيف قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان علي بن أبي طالب يوم بدر معلما بصوفة بيضاء قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وفي كل مشهد ‏.‏

 ذكر قول رسول الله لعلي بن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

قال قال محمد بن عمر وكان علي ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس وبايعه على الموت وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى بني سعد بفدك في مائة رجل وكان معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة وبعثه سرية إلى الفلس إلى طيء وبعثه إلى اليمن ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك خلفه في أهله قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فضل بن مرزوق عن عطية حدثني أبو سعيد قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وخلف عليا في أهله فقال بعض الناس ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أيا بن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك قال سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وخلف عليا فقال له يا رسول الله خرجت وخلفتني فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه قال لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني فقلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك قال قال أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع وقد قال حماد فرجع علي مسرعا قال وأخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عون عن ميمون عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم فخلفه فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا قال ناس ما خلف عليا إلا لشيء كرهه منه فبلغ ذلك عليا فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه فقال له ما جاء بك يا علي قال لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما خلقتني لشيء كرهته مني فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا علي أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي قال بلى يا رسول الله قال فإنه كذلك أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا بسطام بن مسلم عن مالك بن دينار قال قلت لسعيد بن جبير من كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك لرخو اللبب فقال لي معبد الجهني أنا أخبرك كان يحملها في المسير بن ميسرة العبسي فإذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ‏.‏

 ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال رأيت عليا وكان عريض اللحية وقد أخذت ما بين منكببه أصلع على رأسه زغيبات أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أبي إسحاق قال رأيت عليا فقال لي أبي قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين فقمت إليه فلم أره يخضب لحيته ضخم اللحية قال أخبرنا مؤمل بن إسماعيل وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق قال رأيت عليا أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق قال رأيت عليا أصلع أبيض اللحية رفعني أبي قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن جابر عن عامر قال كان علي يطردنا من الرحبة ونحن صبيان أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق أنه صلى مع علي الجمعة حين مالت الشمس قال فرأيته أبيض اللحية أجلح قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري وإسرائيل وشيبان وقيس عن أبي إسحاق قال رأيت عليا أبيض الرأس واللحية أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال أخبرنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن عامر قال ما رأيت رجلا قط أعرض لحية من علي قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء قال أخبرنا الفضل بن دكين وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا أبو هلال قال حدثني سوادة بن حنظلة القشيري قال رأيت عليا أصفر اللحية قال أخبرنا عبد الله بن نمير وأسباط بن محمد عن إسماعيل بن سلمان الأزرق عن أبي عمر البزاز عن محمد بن الحنفية قال خضب علي بالحناء مرة ثم تركه قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا أبي قال سمعت أبا رجاء قال رأيت عليا أصلع كثير الشعر كأنما اجتاب إهاب شاة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن قدامة بن عتاب قال كان علي ضخم البطن ضخم مشاشة المنكب ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها قال رأيته يخطب في يوم من أيام الشتاء عليه قميص قهز وإزاران قطريان معتما بسب كتان مما ينسج في سوادكم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا رزام بن سعد الضبي قال سمعت أبي ينعت عليا قال كان رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية وإن شئت قلت إذا نظرت إليه هو آدم وإن تبينته من قريب قلت أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال سألت أبا جعفر محمد بن علي قلت ما كانت صفة علي قال رجل آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذو بطن أصلع إلى القصر أقرب قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام بن يحيى عن محمد بن جحادة قال حدثني أبو سعيد بياع الكرابيس أن عليا كان يأتي السوق في الأيام فيسلم عليهم فإذا رأوه قالوا بوذا شكنب أمد قيل له إنهم يقولون إنك ضخم البطن فقال إن أعلاه علم وأسفله طعام قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال رأيت عليا ورأسه ولحيته بيضاوان كأنهما قطن قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سلمة بن رجاء التميمي عن مدرك أبي الحجاج قال رأيت في عيني علي أثر الكحل قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان قال أخبرنا أبو الرضى القيسي قال ربما رأيت عليا يخطبنا وعليه إزار ورداء مرتديا به غير ملتحف وعمامة فينظر إلى شعر صدره وبطنه ‏.‏

  ذكر لباس علي عليه السلام

قال أخبرنا وكيع عن أبي مكين عن خالد أبي أمية قال رأيت عليا وقد لحق إزاره بركبتيه قال أخبرنا يعلى بن عبيد وعبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال رأيت عليا عليه قميص رازي إذا مد كمه بلغ الظفر فإذا أرخاه قال يعلى بلغ نصف ساعده وقال عبد الله بن نمير بلغ نصف الذراع قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن علي بن صالح عن عطاء أبي محمد قال رأيت على علي قميصا من هذه الكرابيس غير غسيل قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي قال حدثني محمد بن أبي يحيى عن أبي العلاء مولى الأسلميين قال رأيت عليا يأتزر فوق السرة قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عمرو بن قيس أن عليا رئي عليه إزار مرقوع فقيل له فقال يخشع القلب ويقتدي به المؤمن قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا الحر بن جرموز عن أبيه قال رأيت عليا وهو يخرج من القصر وعليه قطريتان إزار إلى نصف الساق ورداء مشمر قريب منه ومعه درة له يمشي بها في الأسواق ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع ويقول أوفوا الكيل والميزان ويقول لا تنفخوا اللحم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة أنه رأى على علي بردين قطريين قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حميد بن عبد الله الأصم قال سمعت فروخ مولى لبني الأشتر قال رأيت عليا في بني ديوار وأنا غلام فقال أتعرفني فقلت نعم أنت أمير المؤمنين ثم أتي آخر فقال أتعرفني فقال لا فاشترى منه قميصا زابيا فلبسه فمد كم القميص فإذا هو مع أصابعه فقال له كفه فلما كفه قال الحمد لله الذي كسا علي بن أبي طالب قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أيوب بن دينار أبو سليمان المكتب قال حدثني والدي أنه رأى عليا يمشي في السوق وعليه إزار إلى نصف ساقيه وبردة على ظهره قال ورأيت عليه بردين نجرانيين قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الجبار بن المغيرة الأزدي حدثتني أم كثيرة أنها رأت عليا ومعه مخفقة وعليه رداء سنبلاني وقميص كرابيس وإزار كرابيس إلى نصف ساقيه الإزار والقميص قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا سليمان بن بلال قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال كان علي بن أبي طالب يطوف في السوق بيده درة فأتي بقميص له سنبلاني فلبسه فخرج كماه على يديه فأمر بهما فقطعا حتى استويا بيده ثم أخذ درته فذهب يطوف قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه قال ابتاع علي قميصا سنبلانيا بأربعة دراهم فجاء الخياط فمد كم القميص فأمره أن يقطعه مما خلف أصابعه قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير بن معاوية عن جابر عن هرمز قال رأيت عليا متعصبا بعصابة سوداء ما أدري أي طرفيها أطول الذي قدامه أو الذي خلفه يعني عمامة قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن جابر عن مولى لجعفر فقال له هرمز قال رأيت عليا عليه عمامة سوداء قد أرخاها من بين يديه ومن خلفه قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العنبس عمرو بن مروان عن أبيه قال رأيت على علي عمامة سوداء قد أرخاها من خلفه أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال رأيت على علي عمامة سوداء يوم قتل عثمان قال ورأيته جالسا في ظلة النساء وسمعته يومئذ يوم قتل عثمان يقول تبا لكم سائر الدهر قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا علي بن صالح عن عطاء أبي محمد قال رأيت عليا خرج من الباب الصغير فصلى ركعتين حين ارتفعت الشمس وعليه قميص كرابيس كسكري فوق الكعبين وكماه إلى الأصابع وأصل الأصابع غير مغسول ‏.‏

 ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام وخاتمه وتختمه له وما كان نقشه

قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن بن عباس عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان إزارك واسعا فتوشح به وإذا كان ضيقا فأتزر به قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حسن بن صالح عن أبي حيان قال كانت قلنسوة علي لطيفة قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن كسيان بن أبي عمر عن يزيد بن الحارث بن بلال الفزاري قال رأيت على علي قلنسوة بيضاء مصرية قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبان بن قطن عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى أن علي بن أبي طالب تختم في يساره قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه أن عليا تختم في اليسار قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا معتمر عن أبيه عن أبي إسحاق الشيباني قال قرأت نقش خاتم علي بن أبي طالب في صلح أهل الشام محمد رسول الله قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب وعمرو بن خالد المصري قالا أخبرنا زهير عن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال كان نقش خاتم علي الله الملك قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال كان نقش خاتم علي الله الملك أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال أخبرنا جعفر بن زياد عن الأعمش عن أبي ظبيان قال خرج علينا علي في إزار أصفر وخميصة سوداء الخميصة شبه البرنكان ‏.‏

 ذكر قتل عثمان بن عفان وبيعة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما

قال قالوا لما قتل عثمان رحمه الله يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وبويع لعلي بن أبي طالب رحمه الله بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمار بن ياسر وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب الأنصاري ومحمد بن مسلمة وزيد بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم ثم ذكر طلحة والزبير أنهما بايعا كارهين غير طائعين وخرجا إلى مكة وبها عائشة ثم خرجا من مكة ومعهما عائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان وبلغ عليا عليه السلام ذلك فخرج من المدينة إلى العراق وخلف على المدينة سهل بن حنيف ثم كتب إليه أن يقدم عليه وولى المدينة أبا حسن المازني فنزل ذا قار وبعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى أهل الكوفة يستنفرهم للمسير معه فقدموا عليه فسار بهم إلى البصرة فلقي طلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم من أهل البصرة وغيرهم يوم الحمل في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وظفر بهم وقتل يومئذ طلحة والزبير وغيرهما وبلغت القتلى ثلاثة عشر ألف قتيل وأقام علي بالبصرة خمس عشرة ليلة ثم انصرف إلى الكوفة ‏.‏

 ذكر علي ومعاوية وقتالهما وتحكيم الحكمين

ثم خرج يريد معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام فبلغ ذلك معاوية فخرج فيمن معه من أهل الشام والتقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين فلم يزالوا يقتتلون بها أياما وقتل بصفين عمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت وأبو عمرة المازني وكانوا مع علي ورفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى ما فيها مكيدة من عمرو بن العاص أشار بذلك على معاوية وهو معه فكره الناس الحرب وتداعوا إلى الصلح وحكموا الحكمين فحكم علي أبا موسى الأشعري وحكم معاوية عمرو بن العاص وكتبوا بينهم كتابا أن يوافوا رأس الحول بأذرح فينظروا في أمر هذه الأمة فافترق الناس فرجع معاوية بالألفة من أهل الشام وانصرف علي إلى الكوفة بالاختلاف والدغل فخرجت عليه الخوارج من أصحابه ومن كان معه وقالوا لا حكم إلا الله وعسكروا بحروراء فبذلك سموا الحرورية فبعث إليهم علي عبد الله بن عباس وغيره فخاصمهم وحاجهم فرجع منهم قوم كثير وثبت قوم على رأيهم وساروا إلى النهروان فعرضوا للسبيل وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت فسار إليهم علي فقتلهم بالنهروان وقتل منهم ذا الثدية وذلك سنة ثمان وثلاثين ثم انصرف علي إلى الكوفة فلم يزل بها يخافون عليه الخوارج من يومئذ إلى أن قتل رحمه الله واجتمع الناس بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين وحضرها سعد بن أبي وقاص وابن عمر وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عمرو أبا موسى فتكلم فخلع عليا وتكلم عمرو فأقر معاوية وبايع له فتفرق الناس على هذا‏.‏

 ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي وبيعة علي ورده إياه

وقوله لتخضبن هذه من هذه وتمثله بالشعر وقتله عليا عليه السلام وكيف قتله عبد الله بن جعفر والحسين بن علي ومحمد بن الحنفية‏.‏

أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا فطر بن خليفة قال حدثني أبو الطفيل قال دعا علي الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين ثم أتاه فقال ما يحبس أشقاها لتخضبن أو لتصبغن هذه من هذا يعني لحيته من رأسه ثم تمثل بهذين البيتين‏:‏ أشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك قال محمد بن سعد وزادني غير أبي نعيم في هذا الحديث بهذا الإسناد عن علي بن أبي طالب والله إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن يزيد بن إبراهيم عن محمد بن سيرين قال علي بن أبي طالب للمرادي‏:‏ أريد حباءه ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز قال جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي في المسجد فقال احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد عن عبيدة قال قال علي ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني اللهم قد سئمتهم وسئموني فأرحهم مني وأرحني منهم قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع قال سمعت عليا يقول لتخضبن هذه من هذه فما ينتظر بالأشقى قالوا يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته فقال إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي قالوا فاستخلف علينا فقال لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فما تقول لربك إذا أتيته قال أقول اللهم تركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن سنان بن حبيب عن نبل بنت بدر عن زوجها قال سمعت عليا يقول لتخضبن هذه من هذا يعني لحيته من رأسه قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يا علي من أشقى الأولين والآخرين قال الله ورسوله أعلم قال أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي وأشار إلى حيث يطعن قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سليمان بن القاسم الثقفي قال حدثتني أمي عن أم جعفر سرية علي قالت إني لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال واها لك لتخضبن بدم قالت فأصيب يوم الجمعة قال أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت قالا أخبرنا الربيع بن المنذر عن أبيه عن بن الحنفية قال دخل علينا بن ملجم الحمام وأنا وحسن وحسين جلوس في الحمام فلما دخل كأنهما اشمأزا منه وقالا ما أجرأك تدخل علينا قال فقلت لهما دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا فلما كان يوم أتي به أسيرا قال بن الحنفية ما أنا اليوم بأعرف به مني يوم دخل علينا الحمام فقال علي إنه أسير فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه فإن بقيت قتلت أو عفوت وإن مت فاقتلوه قتلي ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين قال أخبرنا جرير عن مغيرة عن قشم مولى لابن عباس قال كتب علي في وصيته إلى أكبر ولدي غير طاعن عليه في بطن ولا فرج قالوا انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي وهو من حمير وعداده في مراد وهو حليف بني جبلة من كندة والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ويريحن العباد منهم فقال عبد الرحمن بن ملجم أنا لكم بعلي بن أبي طالب وقال البرك وأنا لكم بمعاوية وقال عمرو بن بكير أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا على ذلك وتعاقدوا وتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سمي ويتوجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فاتعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه فزار يوما نفرا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب وكان علي قتل أباها وأخاها يوم نهروان فأعجبته فخطبها فقالت لا أتزوجك حتى تسمي لي فقال لا تسألينني شيئا إلا أعطيتك فقالت ثلاثة آلاف وقتل علي بن أبي طالب فقال والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب وقد آتيتك ما سألت ولقي عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث فضحك الصبح فقم فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي قال الحسن بن علي وأتيته سحرا فجلست إليه فقال إني بت الليلة أوقظ أهلي فملكتني عيناي وأنا جالس فسنح لي رسول الله فقلت يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأولاد واللدد فقال لي ادع الله عليهم فقلت اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم وأبدلهم شرا لهم مني ودخل بن النباح المؤذن على ذلك فقال الصلاة فأخذت بيده فقام يمشي وابن النباح بين يديه وأنا خلفه فلما خرج من الباب نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك كان يفعل في كل يوم يخرج ومعه درته يوقظ الناس فاعترضه الرجلان فقال بعض من حضر ذلك فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول لله الحكم يا علي لا لك ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه وأما سيف شبيب فوقع في الطاق وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل وشد الناس عليهما من كل جانب فأما شبيب فأفلت وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا أولى بدمه عفوا وقصاصا وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين فقالت أم كلثوم بنت علي يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال ما قتلت إلا أباك قالت فو الله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس قال فلم تبكين إذا ثم قال والله لقد سممته شهرا يعني سيفه فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه وبعث الأشعث بن قيس ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي عليه السلام فقال أي بني انظر كيف أصبح أمير المؤمنين فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال رأيت عينيه داخلتين في رأسه فقال الأشعث عيني دميغ ورب الكعبة قال ومكث علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفي رحمة الله عليه وبركاته ليلة الأحد لأحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن يحيى بن مسلم أبي الضحاك عن عاصم بن كليب عن أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن نمير عن عبد السلام رجل من بني مسيلمة عن بيان عن عامر الشعبي قال وأخبرنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن أبي روق عن رجل قال وأخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال وأخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرنا قيس بن الربيع عن بيان عن الشعبي أن الحسن بن علي صلى على علي بن أبي طالب فكبر عليه أربع تكبيرات ودفن علي بالكوفة عند مسجد الجماعة في الرحبة مما يلي أبواب كندة قبل أن ينصرف الناس من صلاة الفجر ثم انصرف الحسن بن علي من دفنه فدعا الناس إلى بيعته فبايعوه وكانت خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر قال أخبرنا الفضل بن دكين عن شريك عن أبي إسحاق قال توفي علي وهو يومئذ بن ثلاث وستين سنة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا علي بن عمر وأبو بكر بن أبي سبرة عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت محمد بن الحنفية يقول سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون هذه لي خمس وستون سنة وقد جاوزت سن أبي قلت وكم كانت سنه يوم قتل يرحمه الله قال ثلاثا وستين سنة قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن طلق الأعمى عن جدته قالت كنت أنوح أنا وأم كلثوم بنت علي على علي عليه السلام قال أخبرنا عبد الله بن نمير وعبيد الله بن موسى قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال سمعت الحسن بن علي قام يخطب الناس فقال يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرد حتى يفتح الله عليه إن جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال لما توفي علي بن أبي طالب قام الحسن بن علي فصعد المنبر فقال أيها الناس قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثني حتى يفتح الله له وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشتري بها خادما ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن حجاج عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال قيل للحسن بن علي إن ناسا من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض وأنه سيبعث قبل يوم القيامة فقال كذبوا ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه ولا أنكحنا نساءه قال بن سعد هكذا قال عن عمرو بن الأصم قال أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال دخلت على الحسن بن علي وهو في دار عمرو بن حريث فقلت له إن ناسا يزعمون أن عليا يرجع قبل يوم القيامة فضحك وقال سبحان الله لو علمنا ذلك ما زوجنا نساؤه ولا ساهمنا ميراثه قالوا وكان عبد الرحمن بن ملجم في السجن فلما مات علي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته ودفن بعث الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم فأخرجه من السجن ليقتله فاجتمع الناس وجاؤوه بالنفط والبواري والنار فقالوا نحرقه فقال عبد الله بن جعفر وحسين بن علي ومحمد بن الحنفية دعونا حتى نشفي أنفسنا منه فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم فكحل عينيه بمسمار محمى فلم يجزع وجعل يقول إنك لتكحل عيني عمك بملمول مض وجعل يقول اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق حتى أتى على آخر السورة كلها وإن عينيه لتسيلان ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع فقيل له قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع فلما صرنا إلى لسانك جزعت فقال ما ذاك مني من جزع إلا أني أكره أن أكون في الدنيا فواقا لا أذكر الله فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة وأحرقوه بالنار والعباس بن علي يومئذ صغير فلم يستأذن به بلوغه وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلا أسمر حسن الوجه أفلج شعره مع شحمة أذنيه في جبهته أثر السجود قالوا وذهب بقتل علي عليه السلام إلى الحجاز سفيان بن أمية بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس فبلغ ذلك عائشة فقالت‏:‏

فألقت عصاها واستقرت بها النوى ** كما قر عينا بالإياب المسافر